2/09/2012

في صيام النصرة.. عكس التيار

بقلم: أيمن المصري

انتشرت في اليومين الماضيين على صفحات الفايسبوك دعوات للصيام "نصرة لأهلنا في سوريا".. وهي دعوة طيبة، نسأل الله أن يتقبل صيام الصائمين، وأن يجزي أصحاب المبادرة أجر كل من تفاعل معها

لكن، أستأذن من الإخوة والأخوات المتحمّسين للفكرة، وأسمح لنفسي أن أناقشها "عكس التيار"، فأقول:

إن أيّ حراك تضامنيّ مع أهلنا في سوريا هو أمر طيب.. لكن، لماذا لا يكون هذا الحراك مدروساً أكثر بحيث نقطف منه ثمرة عملية (مادية أو معنوية) تفيد أهلنا في سوريا، إعلامياً أو اجتماعياً أو معيشياً

كيف تتحقق النصرة من الصيام؟ ما هي الثمرة العمليّة التي تحققت من الصيام، بمعزل عن الأجر والثواب إن شاء الله؟

وما الأصل الشرعيّ في هذا الصيام؟ هل سمعنا في الأثر في عهد الصحابة أو التابعين أو من بعدهم وبعدهم.. من دعا إلى الصيام تضامناً مع قضية معينة أو نصرة لها؟

لو كانت الدعوة إلى التزام دعاء القنوت في صلواتنا، ندعو فيه لأهلنا في سوريا، فهو أمر طيب ومجدٍ، وورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه كان يفعل ذلك في النوازل

لو تمّت الدعوة إلى التبرع ببعض ثيابنا للنازحين.. أو اقتطاع أجر يوم من رواتبنا لهم.. أو إقامة نشاط ما.. هي أفكار ذات جدوى عملانيّة، في هذه المأساة التي يعيشها أهلنا المقيمون والنازحون

.. وأيضاً، لو كانت مصيبتهم في الجوع، فيمكن أن نصوم كي نشعر بجوعهم.. لكن مصيبتهم هي في الإجرام الذي يتعرضون له، وفي التعتيم الإعلامي والتشويه لمظلمتهم

إذن، نحن نحتاج فعاليات وأنشطة تحقق أحد الهدفين التاليين:

1- تحريك الرأي العام، عبر فعاليات وأنشطة إعلامية وشعبية.

2- إغاثة من تشرد عن أهله وبلده، عبر التبرعات النقدية والعينيّة.

فهلاّ انتقلنا في تفاعلنا مع الأزمة السورية من العواطف إلى الفعل الهادف والمجدي؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق