11/17/2014

مجتمعك الافتراضي.. ملكك الخاص.. اصنعه على عينك

بقلم: أيمن المصري

في حياتنا اليومية، ليس كل من حولنا يشبهنا، تختلف اهتماماتهم ومشاربهم: الفكرية، الثقافية، بيئاتهم، التزامهم الديني، طباعهم، أعمارهم... فيختلف تعاطينا معهم بدرجات ومسافات متباينة، كل حسب مستوى المساحات المشتركة معه. واحد تربطك به صداقة عميقة، وآخر صداقة عادية، وثالث علاقة رسمية، ورابع لا ترتاح له، وخامس تكرهه، وسادس لا يعنيك التواصل معه... وكما قال عليه الصلاة والسلام: "الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف". فتقوم بتصنيف علاقاتك ومنح الامتيازات وبناء الحواجز، بما ترتاح له.

المجتمع الافتراضي يمثل أيضاً هذا المشهد..

وجود مجموعة من البشر في فضاء العالم الافتراضي هو كما وجودهم على سطح هذه الأرض، جمَعهم مكان واحد، لكنهم مختلفون.


وكما أنه ليس مطلوباً منا أن نتقارب مع جميع من حولنا في الحياة ونصادقهم، كذلك في وسائل التواصل الاجتماعي.

ليس مطلوباً أن تكون صديق الجميع، وأن تحب الجميع، وأن تبتسم في وجه الجميع.. لا سيما أصحاب الرأي المخالف في الملفات التي تشهد اصطفافاً حاداً.

لا شيء يلزمنا في قبول طلبات الإضافة (Friend requests) بشكل تلقائي، وليس عيباً أن تحذف أشخاصاً من قائمتك، هم مجرد أسماء، لا تواصل بينكم ولا تفاعل، فضلاً عن الاختلافات.. إلا أن يكون اختلافاً راقياً، يثري الحوار ويخلق التنوّع المحمود في المجتمع.

في بداية استخدامنا لـ "الفايسبوك"، انشغلنا – عن سذاجة - بجمع أكبر عدد من الأصدقاء، ظناً منا أنها "شطارة"، ويا فرحتنا حين تصلنا طلبات الإضافة.

واليوم، أجدني كل فترة أحذف من قائمتي أشخاصاً مجهولين بالنسبة لي، وليس بيني وبينهم أيّ تفاعل أو تقارب.. كما إني لا أجد حرجاً في حذف أشخاص يسيئون الأدب في الحوار أو يتجاوزون اللياقة في الحديث.

ويبقى أن أقول: كل إنسان ينشئ صفحته الخاصة على "الفايسبوك" لهدف ما، وبحسب هذا الهدف يضع الضوابط.

اصنع مجتمعك الافتراضي الخاص بك على عينك، ولا تشعر بالحرج من تنظيم شؤونه، لتحقق الهدف من دخوله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق