2/13/2021

لماذا هذا الإحراج الدينيّ؟!


تابعنا الإشكالية الكنسيّة التي وقعت أمس إثر مشاركة أحد الكهنة في مأتم المغدور #لقمان_سليم والترنيمة الدينيّة المسيحيّة التي ألقاها الكاهن في المأتم، على اعتبار أنها ترنيمة خاصة بالموارنة أو بالكنيسة، ولا تقال في مأتم لمتوفى مسلم.
وقبلها وقعت إشكاليات مشابهة إثر مشاركة رجال دين مسلمين في شعائر دينية لأديان أخرى، بهدف إظهار التقارب الديني، ولتوجيه رسالة للجمهور أن مشكلتنا ليست في الأديان.
أقول، نعم بالتأكيد مشكلتنا في لبنان هي سياسيّة لا دينية أو طائفية، والزعماء يلبسونها لبوس الدين لشدّ العصب.. لكن لست أدري لماذا يعمد البعض إلى الإيغال في تصوير التلاحم الديني في لبنان بشكل يتجاوز الحدّ المنطقي؟!
ألا يمكن أن يظهر التقارب الديني لأديان مختلفة إلا إذا صلينا سوياً أو رتلنا معاً؟
ليس من الخطأ أن نعترف بأننا مختلفون في الدين، وبالتالي لكل عقيدته وشعائره وأحكامه الشرعية التي يؤمن بها، وعلينا أن نعترف أنّ بعض هذه المعتقدات عند الأديان هي متضاربة، فما يؤمن به المسلم غير ما يؤمن به المسيحي، وأيضاً بعض ما يؤمن به المسيحي يجده المسلم مخالفاً لدينه. ولو اعتقد أحدهما بصحة معتقد الآخر، لاعتنق دين الآخر.

 


 إذاً، وجب احترام هذا الاختلاف، وأن يتماهى سلوكنا مع هذا الإيمان.

وعليه، من الطبيعي إذا كان المتوفى مسلماً، أن يكون من يقوم بشعائر الدفن رجل دين مسلم، وكذا المسيحي، أو الطوائف المتفرعة من هذه الأديان.
فليترك لأهل المناسبة - الدفن أو غيره - أن يؤدّوا شعائرهم الخاصة بحسب معتقداتهم وأحكامهم.. ويحضر الآخر، الديني أو الطائفي، كمتفرّج. ليس مضطراً للمشاركة في تفاصيل الشعائر. المجاملة هنا لا تصحّ، وهي تتجاوز المقبول الديني، عند هذا الفريق أو ذاك.
وللأسف، تؤدي مثل هذه المشاركات الدينية المشتركة أحياناً إلى إرباك في المؤسسات الدينية، وتحدث هرجاً لدى المؤمنين.
من وجهة نظري المتواضعة، إن المبالغة في إظهار التقارب الديني هو "فولكلور" خارج الواقع، لا يثمر.
إنّ احترام الآخر يعني اعترافي بحقه في ممارسة شعائره وحقه في أن يؤمن بما يقتنع به، وليس أن أشاركه شعائره الدينيّة الخاصة.
مع كامل تقديري واحترامي لرجال الدين الظاهرين في الصورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق