بقلم: أيمن المصري
من تجربتي القصيرة في التعليم الجامعي عن بعد (#Online_Learning)، لفتتني بعض الذوقيّات واللياقات التي أرى أن الالتزام بها يساهم في إنجاح هذه الآليّة التعليميّة الطارئة، والتي لا زالت تتعثر حتى اليوم.
وهذه الملاحظات التي سأوردها تشمل أساتذة التعليم والطلاب الجامعيّين. آملاً من القراء الأعزاء أن يضيفوا إليها من خلال تجاربهم الشخصيّة، فنثري المادة، عسى أن تعمّ الإفادة منها.
وما دامت جائحة #كورونا قد فرضت علينا – قسراً – أن نغيّر الأشكال المعتادة في كل ما يتعلق بالتعليم، من شرح الدرس إلى النقاش مع الطلاب فالامتحانات، فهذا يفرض علينا أن نبدي استعداداً للتماهي مع شكليات تساهم في نجاح التجربة، التي قد تستمر بعد انتهاء الكورونا، لما لها من إيجابيات في حالات عديدة.
على صعيد الأساتذة:
1- صحيح أن الأستاذ يقدّم درسه من غرفة منزله وليس من الصفّ الجامعي، لكن من الضروري أن يهتمّ الأستاذ بصناعة بيئة تعليميّة رصينة، فيحافظ على هيبة الصف، ما يدفع الطلاب للتناغم مع هذا المناخ والتعاطي بجدّية في المتابعة والتفاعل. ومن عناصر هذه البيئة التعليميّة التي نتحدث عنها:
• أن يظهر الأستاذ أمام طلابه بلباسه الكامل كالذي يلبسه خارج المنزل، فهذا فيه إيحاء للطلاب وللأستاذ معاً بجدّية الجلسة.
• أن يختار الأستاذ للظهور على طلابه مكاناً له طابع رصين إن لم نقل رسميّ، ويفضّل أن يكون هذا المكان المكتب أو الصالون، وليس غرفة الجلوس أو النوم مثلاً.. فهذا أيضاً يخلق مناخاً جدّياً خلال الحصة.
• أن يتجنّب الأستاذ وجود ما يلهي الطلاب أو يشغلهم عنه في كادر الصورة التي يظهر فيها عليهم، كاللوحات أو خزائن التحف أو ما شابه.
• أيضاً، ليتجنّب الأستاذ القيام بما يخدش هيبة الصف والأستاذ معاً، كتناول الطعام أمام الكاميرا أو التحدث مع أفراد أسرته خلال الحصة.
2- هذا الاهتمام برصانة وجدّية حصة التعليم، يجب أن لا يلغي جوّ الإلفة المطلوب بين الأستاذ وطلابه، فهم طلاب جامعيّون لا طلاب مدرسة. وهنا نقول إنه من المفيد أن يبدأ الأستاذ صفه ببعض الحديث الشخصي مع طلابه الذي يولّد الإلفة التي لا تخدش الاحترام معهم.
3- قد تفرض بعض الجامعات على الطلاب أن يشغلوا الكاميرا في الحصة، لكن من المناسب للأستاذ في الحصة الصباحيّة الأولى أن يراعي خصوصيّة الطالبات اللاتي يتطلب ظهورهنّ كثيراً من الوقت، فيمكن أن يتغاضى أحياناً على ظهور بعض طالباته.
4- متباعة لموضوع الكاميرا، من المهم جداً أن يظهر الأستاذ على طلابه صوتاً وصورة، حتى لو اقتصر حضور الطلاب على الصوت فقط. فظهور صورة الأستاذ يعزّز من الحضور المعنوي له في الحصة، ويساعد الطلاب على التركيز.
5- الاهتمام بوضعيّة الكاميرا، ولتكن بعيدة قليلاً عن الوجه، وعلى مستوى الوجه، لا أسفل ولا أعلى منه.
6- الاهتمام بالإضاءة، فالضوء الخافت يبعث على النعاس. ولا تنسَ عزيزي الأستاذ، دائماً الضوء يجب أن يكون قبالتك وليس خلفك. فلا تجلس ويكون مصدر الضوء خلفك (كالنافذة)، بل العكس.
7- تتراوح مدة الحصة الجامعية من ساعة ونصف إلى ساعتين. ولذلك، من المفيد لأستاذ الحصة أن يمنح طلابه استراحة في منتصف وقت الحصة لمدة خمس دقائق، فهذا يمنحهم شعوراً بالراحة النفسية، ويجعلهم أكثر تركيزاً في وقت الحصة.
8- من اللياقة أن يبدأ الأستاذ الحصة بإرسال التحية لطلابه على "غروب الواتسآب" إن توفر، ثم يعطيهم دقيقتين أو ثلاث للاستعداد للحصة، ثم يرسل لهم الرابط (Link) للدخول إلى البرنامج المستخدم للتعليم عن بعد. فتكون الدقائق الخمس الأولى مخصصة إلقاء التحية وبعض الدردشة مع الطلاب، ريثما ينضمّ البقية إلى الصف.
9- اعتاد الأستاذ في الصف الجامعي أن يرفع صوته في الشرح ليسمع جميع الطلاب.. لكن هنا الوضع مختلف، فالمايك قريب من فمه، ولو رفع صوته سيتسبّب بإزعاج أذن الطلاب.
10- أخيراً، على الأستاذ أن يراعي الظروف المعيشيّة الصعبة التي نعيشها، فلا يرهق الطالب بتجهيزات أو تنفيذ أعمال تتطلب كومبيوتر محمول (Laptop) أو كومبيوتر مكتبي (Desktop). ففي هذه الأيام، شراء هذه التجهيزات يكلف أثماناً باهظة، لا يحتملها الطالب أو أهله في هذه الأيام الصعبة.
(يتبع في الجزء الثاني: على صعيد الطلاب)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق