10/16/2008

حكايتي مع هذه الصفحة

بقلم: أيمن المصري

بداية الحكاية كانت مع أمرك سيد راسي.. حرّكت مواجع الأزواج، أردت من خلاله أن أكون صوتاً لكثير من الأزواج الملتزمين، يسمعه الرأي العام النسائي الملتزم.. 
ثم نقلت البندقية إلى الكتف الآخر – بالإذن من وليد بك - في مقالة قدَرنا أن تكون النساء كذلك، حيث وجّهت سهامي إلى شريحة من الأزواج الملتزمين الذين يحملون مفاهيم اجتماعية معقدة – من وجهة نظري – لا تمتّ إلى الإسلام بصلة..

وتوالت الحلقات بعدها التي اتجهت شيئاً فشيئاً نحو الخطاب المستفزّ للمرأة والساخر في الآن نفسه.. وكنت أحسب أن سياق الكلام كان واضحاً منه السخرية، أي أنه ليس واقعياً.. وقد وصلتني حينها تعليقات مفادها أن الأسلوب ينضح بنفَس ذكوري.. فتملّكتني رغبة التحدّي، واخترت عنواناً لهذه الزاوية يوميات زوج ذكوريّ.. وهو خطّ في الكتابة يتوافق مع طبيعتي المستفزّة.
وتفادياً للتعليقات التـ … فهة (املأ الفراغ بالحرف المناسب) التي كانت تتلقاها زوجتي ممّن حولها، فقد اخترت أن أغفل ذكر اسم كاتب السطور وأغيّر شكل الكتابة..
وفي موسم انكشاف الأقنعة وسقوط المقدسات (7 أيار) كان لا بدّ من توصيل رسائل معيّنة إلى رأينا العام النسائي، إنما بقالب حواريّ زوجيّ.. مختلق.

لم تنته الحكاية..
وصلتني منذ أيام رسالة بريدية من رئاسة التحرير، في طيّها كتاب من إحدى القارئات موجّه إلى إدارة المجلة، يحمل عليها - وهي المجلة الإسلامية التي (…) - نشر مثل هذه السلسلة، وتسألني الرئاسة بعده: هل تحبذ نشره.. وما تعليقك؟

فأردت أن أكتب هنا توضيحاً عاماً:
لم يكن المراد من هذه الصفحة أن تكون مساحة تربوية ترشد الزوجين لشكل العلاقة وأصول التعامل بينهما، مستنيرة من القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة..
ولم يكن مطلوباً منها أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أو تدعو إلى فضائل الأعمال..
لقد أردتها زاوية ساخرة.. تسلّط الضوء على سلوكيات أو مواقف معينة.. قد تقع بين الزوجين أو أحدهما.. تطرحها بأسلوب طريف.. ساخر.. أو حتى مستفزّ.. ولا يشترط أنها تعكس واقعاً معاشاً.
هي مساحة اجتماعية للترويح عن النفس والتسلية.. شأنها شأن مئات المصنفات التراثية في النوادر والظرف.. ومعاذ الله أن أدّعي موازاتها في المستوى الأدبي.
وبحسب اعتقادي فإن جنى - الشقائق ليست مجلة إسلامية (بالمفهوم الديني) بل اجتماعية تتوجّه إلى الفتاة والمرأة وتلامس سائر اهتماماتها وشؤونها العامة.. وحتى لو كانت جنى دينية – وهي ليست كذلك – فهل يجب أن يكون كل خطابها ذكراً وتوجيهاً ونصحاً.
أين الضحكة والبهجة في حياة المسلم.. هل محرّم على المسلمة أن تستمع إلى أغنية أو أنشودة بهدف الطرب ليس أكثر؟ أو قراءة قصة طلباً للمتعة والتسلية؟ هل يجب أن تكون كل حياتها جدّاً وذكراً؟
اتقين الله أيتها الأخوات في أنفسكن وفي مجتمعكنّ.. وقدّمن الإسلام بصورته المشرقة وليس الكئيبة.

نهاية الحكاية..
تفادياً للحرج الذي قد تواجهه رئيسة تحرير جنى، وهي التي تراني في عينها غزالاً.. وحفظاً لماء وجهي.. فإني أعلن وأنا بكامل قواي العقدية الذكورية وقف هذه السلسلة على صفحات هذه المجلة الغراء..
كل التقدير لرئاسة التحرير التي نافحت عني مراراً أمام المعترضات على هذه الزاوية.. وكل الحب لزوجتي التي استغليت موقعها واختلقت مواقف لم تحصل معها لأكتب مقالة أو أوصل رسالة معيّنة.. وكل الدعاء لأخواتنا الداعيات إلى الله…
ويبقى فضاء المدوّنات هو الملاذ الرحب للمضطهدين.


نشرت في مجلة جنى - الشقائق اللبنانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق