8/11/2011

بالإذن من الجمعيات العاملة لفلسطين والأقصى

بقلم: أيمن المصري

نشأنا على فكرة أن فلسطين هي قضيتنا المركزية.. عملنا لها، فشاركنا في حملات جمع التبرعات وإقامة الاعتصامات والتظاهرات الغاضبة.. 
كان الهمّ الفلسطيني يتقدم على ما سواه، حتى على ملفاتنا الوطنية الداخلية، فلطالما ردّدنا أن الصراع العربي الصهيوني هو أساس المشكلة، وأن فلسطين هي مفتاح الحل في المنطقة.. وكنا نعتزّ برفع العلم الفلسطيني في الفعاليات والأنشطة، في الوقت الذي كنا نخجل – أو نستحرم – رفع علم بلدنا.
وإننا لنفخر بهذه الأعمال ونكبر بها، ولا نمنّ بها على أحد، فما يدفعنا هو الواجب الديني والإنساني.

لكن.. توهّم البعض فظنّ أن النصرة والتفاعل حكر لأجل فلسطين، أو أن العمل لها يرفع عنه واجب التعاطف مع ظلامات أشدّ وأفظع، فإذا به يفهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "من أصبح ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".. يفهمه: "من أصبح ولم يهتم بأمر الفلسطينيين فليس منهم".

بالإذن يا جمعياتنا الفلسطينية وهيئات نصرة الشعب الفلسطيني.. 
قضيتنا المركزية هي فلسطين، نعم.. لكننا لن نستطيع اليوم التعاطف مع مصلي المسجد الأقصى لأن الاحتلال الصهيوني يمنعهم من البقاء فيه حتى الفجر.. ولن نتفاعل مع الحدث "العاجل والخطير" لمجرد قيام قوات الاحتلال بتفتيش المصلين وإغلاق المسجد القبلي في الأقصى عقب صلاة العشاء.

لن نثور لهذا.. في الوقت الذي يتعرض الشعب السوري يومياً للقتل والاعتقال والحصار على أيدي أبناء جلدته..
حيث ترتكب المجازر يومياً، ويقصف أهل حماه وحلب بالدبابات.. وتغلق المساجد منعاً لخروج التظاهرات السلمية منها.. ويعتقل الجرحى من المستشفيات ويساقون إلى أقبية التعذيب.
في سوريا.. تقتلع حنجرة أحد المواطنين ثم ترمى جثته في نهر العاصي لأنه غنّى للحرية.. ويعتقل الأطفال ويعذّبون حتى الموت، ثم يردّون إلى أهلهم لتضاعف الفاجعة، حين يرون آثار الحرق واقتلاع الأظافر والتعذيب على أجساد أطفالهم الغضّة الطرية.

وفي سوريا تجاوز عدد الشهداء خلال خمسة أشهر1700 مواطن، وفاق عدد المعتقلين اثني عشر ألفاً، بينهم نساء وأطفال.
سامحونا يا إخوتنا في فلسطين.. لكن مصابنا اليوم في سوريا أكبر
وإلى الإخوة الذين لا تتحرك مشاعرهم الإنسانية ونخوتهم الإسلامية إلا إذا كان الحدث فلسطينياً، أقول:
إن دم المسلم واحد، وهو عظيم عند الله، سواء كان فلسطينياً أو سودانياً أو سورياً
وإن الجوع واحد، والحصار واحد، والقهر واحد.. و"لهدم الكعبة أهون عند الله من إراقة دم مسلم".
فعلام تبلّد المشاعر؟







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق