بقلم: أيمن المصري
في الحلقة الثالثة الأخيرة من هذه السلسلة، أتناول المحاور التالية:
المؤتمرات الصحفية - المادة المرسلة للإعلام - المنابر الخاصة - وسائل التواصل الاجتماعي
المؤتمرات الصحفيّة
1-
في تعريف المؤتمر الصحفي، هو "اجتماع بين الصحفيين من جانب وشخص أو عدة أشخاص من جانب آخر لديهم أخبار تهمّ الجمهور ويريدون نشرها". وبالتالي فإن الهدف الأساسي من المؤتمر الصحفي الذي تنظمه "الهيئة" هو توصيل رسالة إعلامية إلى الرأي العام، وعليه فإن الجهة التي ينبغي تركيز العناية بها هي الإعلاميون (مصورون وصحفيون). لكننا أحياناً ننشغل بجميع الترتيبات: الضيوف، المتكلمين، المنصة، البرنامج، الخلفية، الضيافة... ويفوتنا أن نهتم بالإعلاميين، سواء لجهة التأكيد على حضورهم، ولجهة تأمين مساحة (ليست صغيرة) لكاميرات التلفزيونات، فضلاً عن أماكن جلوس لهم قريبة من المنصة لطرح الأسئلة، وتسليمهم نسخاً عن الكلمات، وإعانتهم في ترتيب اللقاءات الإعلامية... الخ.

2- عند حضور وسائل الإعلام لتغطية مؤتمر ما، ينبغي على الجهة المنظمة تكليف شخص يقوم على إرشاد المراسلين وتلبية احتياجاتهم، مثل إطلاعهم على برنامج الحفل، وتزويدهم بأسماء أبرز الشخصيات المشاركة، وتأمين أماكن جلوس لهم، وترشيح متحدثين باسم النشاط، فضلاً عن تسهيل المستلزمات التقنية. ومثل هذا التواصل المباشر يشكّل فرصة لتوطيد العلاقة بين المكتب الإعلامي والوسيلة الإعلامية، ينبغي اغتنامها. وكلما أحسنت معاملة الإعلامي في النشاط، انعكس على تقريره الصحفي عن نشاطك.. والعكس صحيح.
3- عند تنظيم المؤتمرات، يستحسن إعداد بيان صحفي يتضمن ملخصاً عن النشاط، فضلاً عن نصّ البيان الختامي الذي يجري توزيعه على المراسلين، وبهذا نقطع الطريق على خطأ يمكن أن يقع به الصحفي في النقل واجتهاداته في الصياغة. كما أنّ ذلك أدعى لسرعة نشر الخبر بصيغة رسمية معتمدة.
4- وتأكيداً على نقطة ورد ذكرها، ينبغي الإبداع في اختيار الزاوية التي تقنع الوسيلة الإعلامية لحضور المؤتمر وتغطيته.
المادة المرسَلة للإعلام
1-
ثمة تقنيات وشكليات في المادة الصحفية المرسلة، تعطي الجهة المستقبلة (الوسيلة الإعلامية) انطباعاً سلبياً، أو إيجابياً احترافياً عن "الهيئة". وأورد هنا بعض القواعد الواجب اتباعها في المادة الصحفية المرسلة إلى وسائل الإعلام:

· استخدام عنوان بريدي (E-Mail) من "Domain Name" خاص بـ "الهيئة"، فمن غير المقبول أن ترسل البيانات أو الأخبار من عناوين عامة متاحة للجميع (Hotmail – Yahoo – Gmail…).
· اعتماد اسم (Username@...) رسمي يدلل على وجود مكتب إعلامي متخصص (News / Media@…)، وتجنّب استخدام الأسماء الشخصية (Aboahmad/Ali@...)
· تذييل الرسالة بالتوقيع الرسمي المتعارف عليه في الرسائل الإلكترونية (Signature)، يتضمن رقم الهاتف والفاكس، في حال أرادت الوسيلة الإعلامية مراجعة الجهة المرسلة. فضلاً عن أنها وسيلة لنشر رقم المكتب الإعلامي لـ "الهيئة"، تساعد وسائل الإعلام على توثيقها.
· تلجأ بعض الهيئات لتختيم الصور المرسلة بعنوان صفحتها على "النت" أو اسم "الهيئة"، ظناً منها أنها تحفظ حقها في النشر، أو طلباً في الترويج، لكن عملياً فإن الوسيلة الإعلامية (صحيفة – موقع...) ستهمل الصور المختّمة، لأنها تعتبرها حركة دعائية لـ "الهيئة". المواد المرسلة إلى الوسيلة الإعلامية (صور أو فيديو) يستحسن أن تكون خالية من أيّ شكل من أشكال الدعاية (CleanFeed).
· سهّلت الكاميرات المتوفرة في هواتفنا الذكية من عملية تصوير الأنشطة والفعاليات ثم إرسالها عبر "الواتسآب". لكن لا يمكن تعميم صور نشاط على وسائل الإعلام بالجودة المتدنّية المعتمدة في "الواتسآب"، فالصحافة المكتوبة تلتزم معايير فنيّة معينة للصورة، وكذلك الفضائيات بالنسبة للفيديو.
· الأخطاء اللغوية أو المطبعية، وكذا كتابة الخبر على صفحة عادية بدون الترويسة الرسمية للجهة المرسلة، وتنسيق شكل الكتابة... هذه كلها تعكس صورة (احترافية أو سطحية) عن الجهة المرسلة، فتحترم الوسيلة الإعلامية تلك المادة وتتعاطى معها بإيجابية مهنية، أو تهملها وتتعاطى معها بخفّة.
· من الضروري جداً تضمين البيان أو التصريح تاريخ الإصدار، فهذا أمر تتوقف عنده وسائل الإعلام لاسيما عند تسارع الأحداث وتداخلها. والأهم من ذلك عند الرجوع إليه في الأرشيف.
· عند التغطية الخبرية لنشاط أو فعالية ما، علينا الخروج من الصياغة الحزبية إلى الصياغة الخبرية المهنية، فنتجاوز مفردات متعارف عليها داخل "الهيئة"، مثل: "الداعية، فضيلة، الأخ المجاهد، حفظه الله..."، أو تضمين الخبر فقرات لا تهمّ القارئ (كالافتتاح بالتلاوة القرآنية والنشيد الوطني، والاختتام بالدعاء أو توزيع الحلوى)، أو عبارات مثل (بفضل الله ومنّه، مبارك للأخ فلان...). هذه التفاصيل لا تعني القارئ ولا تضيف شيئاً إلى الخبر، وكذا الأمر بالنسبة إلى ذكر أشخاص ضمن الحضور يتولون مواقع تنظيمية داخلية غير معلنة (عضو مجلس شورى، أو عضو مكتب عام أو هيئة استشارية). والطامة الكبرى عند الامتناع عن ذكر اسم الأخت المشاركة في النشاط، فيشار إليها بـ "أم فلان"، وكأن اسمها عورة لا يسمح بكشفه.
· عند إرسال الخبر لوسائل الإعلام ينصح المختصون بالحرص على كتابة كل عناصر الخبر في الفقرة الأولى منه، وذلك تحاشياً لاقتطاع الخبر، فنكون بذلك قد ضمنّا نشر ما يهمنا من الخبر. أما في الفقرة الثانية فيمكن ذكر تفاصيل النشاط وبعض مضامين الكلمات أو الفقرات...
· من المهم للمكتب الإعلامي أن يلعب دور الصحفي في الأنشطة الداخلية، فيجري المقابلات مع مسؤولي النشاط، ويأخذ بعض الكلمات من الحضور، ويدرجها في نص الخبر الذي ينشر على المنابر الإعلامية الخاصة لـ "الهيئة".
· أيضاً في مسألة نشر البيان أو التصريح، تلجأ بعض المكاتب الإعلامية إلى نشر بيان الحزب نصاً (Text) عبر "الواتسآب"، لكن علينا الانتباه إلى أن هذا الشكل في النشر يقلّل من مصداقية وتخصصية هذه الجهة في العمل الإعلامي، فضلاً عن إتاحة المجال لأيّ شخص في تعديل النص بكل بساطة، أو لربما يسقط منه سطر، فيجري تحريفه.. إن العمل الإعلامي الاحترافي يفرض عند اعتماد هذه الوسيلة – إلى جانب الوسائل الأخرى - توزيع البيان بصيغة الصورة، فهذا أدعى لحفظ النص كما هو، ويعطي صورة مؤسسية عن الجهة المرسلة.
المنابر الخاصة

لذلك تنشئ "الهيئة" منبراً إعلامياً لا يحمل اسمها، يؤدي وظيفة دعوية أو سياسية أو عامة. وحرصاً من إدارة المنبر على إثبات مهنيّته ونفي حزبيّته، قد تقع في فخّ غياب الهوية.. أو أنها في سبيل كسب جمهور أوسع من ساحتها تتجاوز ثوابت فكرية أو شرعية أو سياسية. ويغيب عن "الهيئة" أنها بالأساس قد أنشأت هذه الوسيلة الإعلامية لإبراز الموقف الإسلامي (أو الحركي) من قضايا الأمة، فضلاً عن قضايانا الداخلية اللبنانية. ويغيب عن "الهيئة" أيضاً أن القارئ يرجع إلى هذه الوسيلة الإعلامية بالدرجة الأولى لمعرفة رأي "الهيئة" مما يجري وليس لمعرفة ما يجري. فالتجرّد هنا غير محمود، لاسيما في الملفات الفكرية والسياسية. لا يمكن أن نكون حياديّين في العناوين التالية مثلاً: (ثورات الربيع العربي، حقوق المسلمين في لبنان، دفع شبهة الإرهاب عن الساحة الإسلامية، الزواج المدني...).
ولو رصدنا المنابر الإعلامية للأحزاب في لبنان، لوجدناها تستغلّ منابرها بشكل واضح للتعبئة الثقافية والشعبية، ولتشكيل رأي عام في بيئة هذه الأحزاب. فلماذا نريد أن نكون وحدنا حياديّين؟ إذا تبنّينا الحيادية فقدنا الرسالة التي من أجلها أنشأنا الوسيلة الإعلامية. وبالتالي، يكون علينا تبنّي صيغة الحياديّة الموضوعية. الإبداع هو في تقديم الموقف بطريقة غير مباشرة.
وسائل التواصل الاجتماعي

1- من المفيد لـ "الهيئة" أن تعيَ أن هذه المواقع (Platforms) ليست لمجرد إثبات الوجود أو نشر الدعوة فقط، وإنما لو أحسنّا توظيفها فإنها يمكن أن تحقق أهدافاً مهمة، منها:
· حضور إعلامي لـ "الهيئة" في فضاء بات مكوّناً أساسياً في تشكيل الرأي العام.
· مرجع لكل وسيلة إعلامية أو باحث في مواقف "الهيئة" وحراكها السياسي أو الاجتماعي أو الإغاثي...
· تلمّس مزاج شريحة مهمة من الصف الداخلي، فضلاً عن المجتمع.
· تظهير الحراك السياسي والدعوي لـ "الهيئة" وواجهاتها المتعددة.
· توفير مساحة تواصل بين "الهيئة" وساحتها الإسلامية، فضلاً عن الجمهور العام.
· توفير مساحة تواصل وحوار بين أبناء صف "الهيئة".
· الردّ على شبهات مثارة حول "الهيئة".
وبالتالي، فإنه من الخطأ الكبير خسارة هذه المكاسب، واختزال الفائدة في نشر الأحاديث والأدعية والصور والأقوال المأثورة... الخ.
2- وللتأكيد على الفكرة أكثر، أقول إن مصطلح "وسائل التواصل الاجتماعي" يقتضي وجود طرفين يتواصلان مع بعضهما، يرسلان ويستقبلان. بالتالي، من الخطأ تقوقع صفحات التواصل الاجتماعي للهيئات على الإرسال والتلقين فقط. ولعلّ التفاعل هو أهمّ ما يميّز وسائل الإعلام الجديد عن التقليدي.
3- معلوم أن ثورة التكنولوجيا كسرت حواجز الجغرافيا في النشر والتواصل. وبات من هم في الخليج أو كندا أو أفريقيا يتابعون أخبارنا ويعلقون عليها ويتفاعلون معنا. وقد أحسن من أطلق الوصف "العالم بات قرية صغيرة". لكن بعض الهيئات ما زالت مصرّة على قوقعتها، فإذا بها تنشئ لكل مدينة في لبنان كياناً إعلامياً (صفحة فايسبوك مع توابعها من تويتر ويوتيوب...)، وبدل أن تقدّم الهيئة نفسها للخارج، فضلاً عن وسائل الإعلام، بأنها جسم كبير ممتد على أرض لبنان، بمؤسسات وواجهات وحملات وأنشطة، إذا بها تخرج بكيانات صغيرة، فيظهر ضعفها وتشتتها.. وبطبيعة الحال هذا ما سيضعف الصفحة المركزية لـ "الهيئة".
4- مواقع التواصل الاجتماعي لا تُغني عن الموقع الإلكتروني الرسمي (Website)، إذ يُعتبر هو المرجع الرسمي لكل من أراد أن يعلم أكثر عن "الهيئة" ويتأكد من مصداقياتها، وخاصة إن كان أحد جوانب عملها خيرياً أو إنسانياً بحيث يتطلب التبرع "Online".. فضلاً عن أن الموقع يتيح نشر التفاصيل والجداول بشكل أفضل من صفحات التواصل الاجتماعي، التي يستحسن معها اعتماد الإيجاز.
5- لكل موقع من مواقع التواصل خطابه الخاص ولغته الخاصة ومطلحاته الخاصة، بحيث قد لا تتناسب لغة موقع مع لغة موقع آخر، ومن الضروري أن تتمّ مراعاة هذا الأمر بين مختلف المواقع. وهنا قد يقع البعض في فخّ "المبالغة بالرسمية في الخطاب" لأنّه يمثّل جهة رسمية، بينما جُعلت مواقع التواصل الاجتماعي لتقريب المسافات بين "الهيئة" وجمهورها بشكل "تواصل" وبشكل "اجتماعي".
6- كثيراً ما يهمل مسؤولو مواقع التواصل الاجتماعي الردود على أسئلة متابعيهم أو تعليقاتهم، ومن هذه التعليقات ما يتضمّن ذمّاً أو شتائم أو شبهات، مما يتطلب مراقبة مستمرة وفق دوام دوري محدد مسبقاً، لحذف التعليقات غير المناسبة أو الردّ عليها والتوضيح.
7- من المهم لمسؤولي الصفحات التابعة لجهات سياسية أو حزبية أو مهدّدة بخطر أمني ما أن يحتاطوا بشان حساباتهم الذين يديرون من خلالها هذه الصفحات، بحيث يرفعون مستوى الخصوصية فيها ويؤّمنونها بشكل جيد (High Level Security) بما يجعلها صعبة الاختراق. كما من الأفضل أن يكون لهم حسابات سرّية خاصة يديرون من خلاها هذه الصفحات، وليس حساباتهم الشخصية.
8- يتوقّع البعض أن مسؤول المكتب الإعلامي عليه أن يتابع العمل التنفيذي على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين أن هذه المواقع تتطلب وقتاً خاصاً لمتابعتها. فمن الأفضل أن يكون المسؤول الإعلامي مشرفاً أو مديراً على مواقع التواصل لا عاملاً أساسياً فيها إلا عند الحاجة.
9- يظنّ البعض أنّ على "الهيئة" أن تحضر إعلامياً على كافة منابر التواصل الاجتماعي، لكن يغيب عن المسؤولين الإعلاميين رصد تواجد جمهورهم وتفاعلهم. فلربما أنشأت هذه "الهيئة" منبراً على "Instagram" مثلاً، ثم اكتشفت فيما بعد أنّها لم تكن بحاجة له بسبب عدم تواجد جمهورها عليه، (وقد يعود سبب غياب التفاعل عدة أمور أبرزها التطور التكنولوجي للبلد وانتشار هذا المنبر، مع العلم أنّ هذا الوضع قابل للتغيير).
10- من المهم عدم الربط التلقائي بين مختلف المنابر الاجتماعية، حيث إنّ المتابع يعلم بأن الربط تلقائي فيخفّ تواصله مع "الهيئة" عبر منبرها (التلقائي)، كما يحصل عادة عند الربط بين "فايسبوك" و"تويتر"، أو "تويتر" و"انستاغرام" أو "يوتيوب" و"تويتر" وغيرها...
11- في خضمّ الأعمال والمهمّات المطلوبة من مسؤولي المكاتب الإعلامية، قد يغيب عن البعض ضرورة مراقبة تطوّر صفحاتهم الاجتماعية من حيث زيادة أو نقصان متابعيهم وكيفية تواصلهم ومتوسط أعمارهم وانتماءاتهم الجمرافية وجنسهم وأوقات تواجدهم على الصفحة وغيرها من المعلومات بما يُعرف بـ "Insights" أو "Analytics". وهذه النقطة هامة جداً للإدارات العليا في "الهيئة" التي تطلب تقارير دورية عن تطوّر الأعمال والإنجازات.
في الإعلام الإغاثي
1-
لبنان بلد حيوي متحرك لا تهدأ فيه الأزمات، وقد اعتاد شعبه على التفاعل مع الكوارث والأزمات الخارجية، فتنشط فيه حملات الدعم والإغاثة، سواء لأهلنا في غزة أو سوريا أو في لبنان.. لكن هذا الواقع لم ينعكس – للأسف – تخطيطاً إعلامياً استراتيجياً في الهيئات الإسلامية، فعند وقوع الأزمة نلحظ تخبّطاً إعلامياً في إدارة الملف يمتدّ لشهور عدة. والأولى إعداد خطة إعلامية جاهزة للأزمات الطارئة، وأحسب أن البنود المشتركة في الخطة الإعلامية لمختلف أنواع الأزمات تتجاوز الـ 70 %.

2- فرضت أزمة اللاجئين السوريين في لبنان اهتماماً خاصاً من الجمعيات الخيرية في لبنان، فتكون هي صلة الوصل بين أهل الخير وبين أهلنا اللاجئين. وهي في سبيل توثيق عملها تقوم بتصوير حراكها الإغاثي والخيري. لكن يفوت بعض هذه الجمعيات اعتبارات إنسانية تتسبب بالأذى لهذا الرجل – مثلاً - الذي جاء منكسراً ليستلم الغطاء أو الفراش أو الحصة الغذائية، فتقوم الجمعية بتصويره في هذا الموقف غير الكريم، وفي هذا جرح للرجل يضاف إلى جرح تشرّده وفقره. وطبعاً الأمر ينسحب على تصوير المرأة أو الأطفال، حيث نجد بعض المصورين يتفننون بتصوير وجوه اللاجئين الحزينة وهي تتسلم المساعدة، أو لربما يطلبون من الطفل أن يضحك وهو يستلم حصته. علينا أن نعيَ أن هذا الواقف أمامنا هو إنسان له كرامته وعزّة نفسه، وما جاء إليكم إلا حاجته، وهو بالتأكيد غير مسرور بتصوير وجهه. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ارحموا عزيز قوم ذلّ". على الجمعيات الخيرية مراعاة هذه المسألة، والحرص على الموازنة بين التوثيق وبين احترام كرامة المحتاج، فيمكن تصوير الرجل من الخلف أوتصوير مشهد عام... الخ.
3- أيضاً عندما نستطلع صور توزيع المساعدات، يكون العنصر الثابت في الصور رئيس الجمعية أو مسؤول الملف الإغاثي فيها، الذي ينتصب مبتسماً أمام المحتاج يسلمه الإعانة، معتقداً أن في هذه الحركة مزيداً من التوثيق. لماذا يشعر رئيس الجمعية أن عليه أن يكون ضمن الصورة؟ ومن قال إن المصداقية تتحقق حصراً فقط بوجوده في الصورة؟
4- وفي التغطية الخبرية لتوزيع المساعدات، تنهال عبارات التعاطف والأحاسيس الإنسانية، فيبدأ الخبر: "شعوراً منها بالحاجة الإنسانية لأهلنا اللاجئين..."، أو "رأفة بمأساة اللاجئين السوريين في لبنان ولسدّ احتياجاتهم، قمنا بتوزيع...". لندَع أعمالنا تتحدث عنا دون اللجوء لإطراء الذات الذي لن يتقبله الآخر.
شاكراً كل من تفاعل ونصح وسدّد
بيروت 20/2/2014
تـــمّ بـحـمـد الله
أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الجهد، فيساهم في تطوير أدائنا الإعلامي في ساحتنا الإسلامية في لبنانشاكراً كل من تفاعل ونصح وسدّد
بيروت 20/2/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق