8/02/2014

أحداث غزة.. ومزاجنا العام

بقلم: أيمن المصري

في السابق، كانت وسائل الإعلام التلفزيونية والإذاعية التي تتبنى مشروع المقاومة تنظم البرامج والفترات المباشرة، بهدف جمع التبرعات لغزة، والدفع نحو المشاركة في الأنشطة التضامنية

أما اليوم، فالهمّ بات أكبر، لأننا بتنا أمام شريحة غير قليلة من مجتمعنا ما عادت تؤمن بفكرة المقاومة من الأساس، ولا يهمها ما يجري في فلسطين المحتلة.


ولعلّ هذا التحول في المزاج العام مردّه إلى عدة أمور، منها:
- انحراف نموذج المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) عن قضيتها، فحوّلت سلاحها المقاوم إلى صدور المواطنين في لبنان، أو الآمنين في سوريا.. وهذه الخصومة مع الحزب دفعت بشريحة من الناس إلى خصومة لا شعورية مع فكرة المقاومة.

- الممارسة السيئة لبعض الفصائل الجهادية في سوريا أو العراق (داعش وأخواتها)، ما دفع الناس إلى رفض كل ما هو عمل مسلح.. متناسين أن هذه النماذج الشاذة لا يجب أن تدفعنا الدفاع عن النفس أمر مشروع كفلته كل الشرائع والقوانين، فضلاً عن أن الجهاد باب من أبواب الجنة، وهو في أحد أشكاله عمل عسكري مسلح.

- التأثر بالدعاية السلبية التي يروّج لها بعض الإعلام العربي قبل الغربي، وأكبر شاهد على ذلك الإعلام المصري الذي بات ينحاز لإسرائيل ضدّ غزة، بشكل واضح وصريح.

- انشغال الأحزاب الفاعلة في بعض الأقطار التي كانت تشكل داعماً شعبياً أساسياً عند الحدث الفلسطيني، انشغالها بشؤونها الداخلية الخاصة، كمثل أهل سوريا ومصر وتونس وليبيا...

هذا التبدّل في المزاج العام يحتّم على وسائل الإعلام والقوى الفاعلة في الخارج المتضامنة مع المقاومة، تعديل الرسالة المفروض إيصالها للجمهور، وإعادة صياغة خطابها الإعلامي.. وإلا فإنها ستجد انصرافاً من الناس عن المشاركة في فعاليتها، والإعلام سيجد نفسه يغرّد وحده دون أن يخدم الهدف المطلوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق