2/07/2023

لماذا تركيز التغطية الإعلامية على زلزال تركيا أكبر؟

يسجل البعض على الإعلام العربي والدولي تركيزه على تغطية #زلزال_تركيا وما خلفه من دمار وضحايا، في مقابل استخفاف بالتغطية الإعلامية للزلزال الذي وقع في الوقت نفسه في سوريا.. وذلك في إشارة - بحسب أصحاب هذه النظرية - إلى وجود خلفيات سياسية لمؤسسات #الإعلام_العربي والدولي، ساهمت في توجيه اهتمامها وحدّدت مستوى التركيز في التغطية الإعلامية في كل من سوريا وتركيا.
وأحسب أنّ هذا الاتهام يجانب الحقيقة ويتجاهل اعتبارات عديدة لا يمكن إغفالها.
لكن قبل عرض هذه الاعتبارات، لا بدّ من التأكيد على أنّ رسالة الإعلام ومسؤوليته في مواكبة القضايا الإنسانية لا تتجزأ، بمعزل عن المواقف السياسيّة للمؤسسات الإعلاميّة من هذه الدولة أو تلك. ففي تركيا وسوريا، الحدث إنساني بحت، يجب الاهتمام و #التغطية_الإعلامية للفاجعتين بالشكل المطلوب، والضحايا والمشردون هم مدنيون.


أما أبرز الاعتبارات التي أرى أنها ساهمت في التركيز على الحدث التركي أكثر، فهي:
- قوة الزلزال وعدد الضحايا والمباني المهدّمة في تركيا تفوق بأضعاف ما وقع في سوريا. ففي حين بلغ عدد ضحايا #زلزال_سوريا 1602، وإصابة 3650 شخصاً (حتى صبيحة اليوم الثلاثاء)، فقد بلغ عدد ضحايا الزلزال في تركيا 3432 شخصاً والجرحى 21,103، وفقاً لأحدث إحصاء أعلنته إدارة الكوارث والطوارئ. وأكدت الإدارة انهيار 5775 مبنى جراء الزلزال وتلقي بلاغات بانهيار 11 ألفاً و302 مبنى لم يتم تأكيدها.
- لا زالت المناطق التركية تعاني حتى الساعة من هزات ارتدادية، فقد أوضحت #هيئة_الزلازل_التركية أن زلزالاً جديداً ضرب ولاية كهرمان جنوب شرقي تركيا الليلة الماضية، بلغت قوته 5.5 درجة على مقياس ريختر. وبالتالي، فالحدث في تركيا لم ينته بعد.
- التعقيدات الميدانية القائمة في مناطق زلزال سوريا، حيث تنقسم تلك المناطق بين السلطة الرسمية والمعارضة.. هذه التعقيدات لا تشجع #المؤسسات_الإعلامية على إرسال فرق صحفية للتغطية، حرصاً على سلامتها ولعدم معرفة ظروف تلك المناطق. في حين أنّ المدن التركية لا تعاني من هذه الانقسامات، بل تشرف عليها سلطة واحدة بمؤسساتها وأجهزتها الرسمية، وهذا يسهل من حركة الفرق الإعلاميّة في تركيا، حيث توفر الأجهزة التركية المعنيّة للفرق الإعلامية التسهيلات المطلوبة للقيام بعملها.
- لا يمكن تجاهل أنّ مستوى #الحريات_الإعلامية في الدولة التركية أوسع وأرحب بكثير من الوضع القائم في سوريا. هذا الواقع يخفف من اندفاع أيّ مراسل صحفي للذهاب إلى الأراضي السورية وممارسة دوره الصحفي بالشكل المطلوب.
- الموقع الجغرافي والسياسي الدولي لتركيا دفع بمعظم الفضائيات و #وكالات_الأنباء العربية والدولية لإنشاء مكاتب لها في تركيا.. هذه المكاتب وفرقها الإعلامية موجودة في الأساس، ما سهّل من تغطيتها الميدانية. في مقابل غياب هذه المكاتب الصحفية عن الأراضي السورية، لأسباب عديدة.
بحسب اعتقادي، فإنّ هذه الاعتبارات تساهم في صناعة مشهد إعلامي، عربي ودولي، يركز على الحدث التركي أكثر من السوري.
أيمن المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق